فرانكنشتاين اليمن
محمد صلاح الحلواني
في ليلة كئيبة من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، شاهدت نتاج عملي بقلق كاد أن يصل إلى حد المعاناة ، جمعت أشي...
في ليلة كئيبة من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، شاهدت نتاج عملي بقلق كاد أن يصل إلى حد المعاناة ، جمعت أشياء الحياة من حولي لأتمكن من بث شرارة الحياة في جسمٍ هامد يجثم تحت قدمي ..
هذا ما قاله الدكتور فيكتور فرانكنشتاين في تلك الليلة ..
لم يقصد فيكتور فرانكنشتاين أن يخلق مسخاً
لكنه عندما صنع إنساناً من أعضاء الجثث وبث فيه الحياة
أطلق بذلك العنان لمخلوق رهيب في البيئة المحيطة ...!!
تلك مقتطفات من رواية الخيال العلمي الاعظم في التاريخ للكاتبة الإنجليزية ماري شيلي
تلك الرواية التي تدور أحداثها حول طبيب جمع أجزاءً بشرية من المقابر والمسالخ البشرية وحاول أن يصنع إنساناً كاملاً فيها ، بأستخدام الكهرباء حاول أن يجعل هذا الوحش يستقيظ من سباته الابدي وبالفعل أستيقظ الوحش وحلت الكارثة ..
تلك رواية خيال علمي مشهورة للغاية .. فقط توقفت فيها عند شخصية الدكتور فيكتور .
نظرت الى حال البلاد وكيف هي ممزقة مثل الجسد الذي تمزقت أشلائه وتبعثرت في كل مكان .
فكرت في لحظة ان لدينا قائداً مذهبي متطرف وحوله جماعته في الجزء الاعلى من البلاد ، أما في جزئها الآخر يوجد ثمانية قادة يختلفون في الآراء والتوجهات ،، حتى اليمين الدستوي إختلفوا فيه
رأيت حال عدن التي كانت الرئة التي تتنفس فيها البلاد وكأنها اصيبت بالربو من روائح البارود القاتلة .
فكرت في حضرموت قلب اليمن النابض الذي يفكروا في استئصاله من جسد هذا البلد ، ولربما زراعته في جسد آخر .
تمعنت في الحديدة التي كانت بمثابة الذراع الأيمن والشريان الثاني لإقتصاد هذا البلد كيف اصبح حالها .
تعز التي ابنائها مثل شرايين الحياة تتواجد في سائر الجسد اصابتها الجلطات في كل مكان .
وصنعاء التي كانت العقل الذي يدير شؤون هذا البلد اصبحت تالفة .
استوقفتني شخصية الدكتور فيكتور في الرواية وبدون تردد ادركت اننا نحتاج شخص مثل الدكتور فيكتور فرانكنشتاين في هذا البلد ..
شخصاً يعيد تجميع أجزاء هذا البلد المبعثرة ويبعث فيه الحياة من جديد .
نحن بحاجة إلى فرانكنشتاين آخر في اليمن ...!!
محمد صلاح الحلوانـي