شركة "نانا" تكرم بائع آيس كريم في الحديدة بعد 30 عامًا من الوفاء
كرّمت شركة نانا أحد أقدم بائعي الآيس كريم التابعين لها، ويدعى غالب، والذي يعمل منذ أكثر من 30...
كشف خبير الآثار اليمني عبدالله محسن، عن عرض ثلاث قطع أثرية يمنية نادرة في مزاد “الآثار الجميلة والفنون القديمة” الذي تنظمه جاليري زاكي بالعاصمة النمساوية فيينا في 21 نوفمبر 2025م، ضمن مجموعة وصفها المزاد بأنها من “المصادر المرموقة والمجموعات التاريخية النادرة حول العالم”.
وأوضح محسن في منشورٍ له، أن المعروضات تنتمي إلى مجموعات متحفية كبرى مثل متحف موجان للفنون الكلاسيكية في الريفييرا الفرنسية، ومتحف زيلنيك استفان للذهب في جنوب شرق آسيا، إلى جانب مقتنيات لهواة جمع تحف عالميين من أبرزهم: تشارلز إيدي، روبرت وايس، جون إسكينازي، فايز بركات، سام وميرنا مايرز، وآلان وسيمون هارتمان.
إحدى القطع اليمنية المعروضة – وفقًا لكاتالوج المزاد – تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، وهي منحوتة مرمرية على شكل رأس امرأة ذات أنف طويل مستقيم، وذقن مدبب، وشفتين بارزتين، وعينين لوزيتين واسعتين، بارتفاع 18.5 سم ووزن 4 كيلوجرامات.
ويذكر الكاتالوج أن “رؤوس المرمر من هذا النوع كانت تُجهز بالجبس وتُرصّع بالزجاج أو الأحجار، وتُثبت على لوحات حجرية منقوشة لتوضع في أماكن مرتفعة داخل المقابر”، مشيرًا إلى أن “أغلب هذه القطع اكتُشفت في ممالك اليمن القديم مثل قتبان (تمنّع/بيحان) وسبأ (مأرب)، مما يؤكد انتشار الطقوس الجنائزية والنحت التذكاري في جنوب الجزيرة العربية”.
كما أشار المزاد إلى وجود قطع مماثلة في المتحف البريطاني ومتحف اللوفر، تحمل خصائص متقاربة، وتُستخدم كعلامات قبور أو رموز للمكانة الاجتماعية في الحضارات اليمنية القديمة.
وأوضح محسن أن القطعة المعروضة مملوكة حاليًا لـ غاليري ساماركاند في باريس، الذي يديره جوزيف أوزان، وقد تم شراؤها من مجموعة سويسرية خاصة مع وثيقة تثبت أن المالك السابق اقتناها قبل عام 1971م.
وأشار إلى أن المذكرة المرفقة بالمزاد مؤرخة في 2 ديسمبر 2011م، وهي موجّهة إلى “غاليري ساماركاند” لتأكيد الملكية، مضيفًا أن هذا المعرض معروف بتزويد متحف اللوفر، ومتحف غيميه، ومتحف المتروبوليتان في نيويورك بقطع أثرية شرقية وإسلامية، وهو ما يثير تساؤلات حول الشرعية القانونية لخروج هذه القطع من اليمن في ظل غياب أي وثائق رسمية تؤكد مصدرها المشروع.
ونقل المزاد عن أحد الخبراء قوله إن مملكة سبأ كانت “تتحكم في طرق تجارة البخور واللبان والمر من جنوب الجزيرة العربية إلى البحر المتوسط، عبر ممرات مأرب – شبوة – قنا (بئر علي) والبحر الأحمر”، مضيفًا أن سبأ “استفادت من الجمارك والدبلوماسية والتجارة الدينية التي أقرتها المعابد لتزويد الأسواق الرومانية والمصرية بمنتجاتها في ذروة الطلب”.
وأكد أن “إتقان سبأ لتجارة العطور جعلها ركيزة أساسية للاقتصاد الإقليمي في أواخر العصر الهلنستي، وأثرها الثقافي امتد إلى حوض البحر المتوسط بأكمله”.
وحذر خبير الآثار اليمني عبدالله محسن من استمرار عرض وبيع القطع الأثرية اليمنية في المزادات الدولية “دون أي تدخل رسمي من الحكومة اليمنية أو المؤسسات الثقافية المعنية”، مشيرًا إلى أن “كل قطعة تُعرض في هذه المزادات هي خسارة لجزء من الذاكرة الحضارية لليمن”.
وأكد أن ما يُعرض اليوم “ليس مجرد فن قديم، بل تاريخ وهوية وإنسان”، داعيًا الجهات اليمنية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف بيع الآثار اليمنية واستعادتها.