النزيه الذي أرادوا إطفاء نوره

في وقتٍ أحوج ما نكون فيه إلى الرجال المخلصين، تطلّ علينا بعض الأصوات المأجورة محاوِلةً النيل من قامةٍ ناصعةٍ كالمهندس فهيم الصحفة، مدير مؤسسة كهرباء المنطقة الوسطى، الرجل الذي لم يعرف في مسيرته سوى طريق النزاهة والالتزام بخدمة الناس رغم الصعاب والتحديات.



هؤلاء الضوضائيون أنفسهم، الذين قادوا حملات التشويه في الماضي، لم يجدوا اليوم سوى تكرار الأسطوانة ذاتها، بعد أن أعادته الثقة إلى موقعه مديراً للمؤسسة، اعترافاً بكفاءته ونظافة يده وإخلاصه في العمل.


لكنَّ التاريخ لا يرحم، وهو كفيل بتمييز من يعمل بصمتٍ وإخلاص، عمّن لا يجيد سوى الضجيج.



أمّا ما تشهده المديرية من انقطاعاتٍ في التيار الكهربائي، ليس استثناءً ولا تقصيراً من الإدارة، فالأزمة عامة تشمل معظم مناطق البلاد، من أقصاها إلى أقصاها، حتى العاصمة عدن نفسها تعاني ما نعانيه، لأن جذور المشكلة أعمق من حدود مؤسسة أو مديرية، وتتعلق بالظروف الاقتصادية والوقودية التي تمر بها البلاد.



ورغم كل هذا، يبذل المهندس فهيم الصحفة وفريقه أقصى الجهود الممكنة لتخفيف معاناة الناس وتسيير العمل بأقل الإمكانيات، مدفوعين بروح المسؤولية لا بالمصالح الشخصية.


وهنا يأتي الدور الحقيقي للمجتمع، فالمؤسسة لا تستطيع أن تنهض وحدها ما لم يتعاون المواطنون بسداد فواتير الكهرباء، لأن انتظام السداد هو العمود الفقري لأي مرفق خدمي ناجح.


فكما نطالب بتحسين الخدمة، علينا أن نكون جزءاً من الحل لا عبئاً على القائمين عليها.



إن الوقوف مع الشرفاء واجب وطني وأخلاقي، لا سيما حين يكون المستهدف رجلاً نزيهاً مثل المهندس فهيم الصحفة، الذي اختار طريق العمل لا المزايدة، وخدمة الناس لا الشعارات.


فليقلّ من يشاء ما يشاء، فالحق يعلو ولا يُعلى عليه، والنور لا يُطفأ بصرخة حاسدٍ أو نعيق مغرضٍ، ما دام وراءه صدق النية وصفاء اليد.