حديث صادم عن الثمن الذي تدفعه اليمن في الحروب

كريتر سكاي/خاص

وصف القاضي عبدالوهاب قطران عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة في ظل أزمات اقتصادية عالمية غير مسبوقة بأنها لحظة فارقة، متسائلاً عما إذا كان "التاجر الصفيق" قادرًا على إنقاذ النظام الرأسمالي المتهالك أم أن عودته "إيذان بانهيار محتوم".

واشار قطران إلى أولى زيارات ترامب الخارجية إلى السعودية، برفقة وفد ضخم من كبار رجال المال والتكنولوجيا، حيث استقبله ولي العهد محمد بن سلمان بكرم بالغ. ونقل عن تقارير الـBBC أن إجمالي الصفقات التجارية والعسكرية المزمع توقيعها بلغ تريليون دولار، بما في ذلك صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار. كما لفت إلى "هدية ملكية" قطرية لترامب تمثلت في طائرة رئاسية وقصر ذهبي استعدادًا لزيارته.

ونقل قطران عن وسائل إعلام أمريكية وعربية تصريحًا منسوبًا لترامب بشأن اليمن، زعم فيه أن غاراته على الحوثيين كلفت أمريكا 8 مليارات دولار فقط، وأنه "أنجز ما لم تحققه السعودية في عشر سنوات"، واصفًا الحرب بـ"لعبة تجارية جديدة".

وانتقد قطران النظام الرأسمالي العالمي، واصفًا إياه بأنه "وحش جائع لا يعيش إلا بالحروب"، ويستغل الأزمات والصراعات لتغذية نفسه، بينما يسحق غالبية السكان بالفقر. واستشهد بمفكرين مثل ماركس ولينين وتشومسكي وغريبر لفضح طبيعة هذا النظام.

كما أشار إلى دور مفكرين معاصرين مثل ديفيد غريبر ونعوم تشومسكي وسلافوي جيجك وسمير أمين في تفكيك بنية الهيمنة النيوليبرالية ونقد الرأسمالية.

وأكد قطران أن اليمن "لم تكن بمنأى عن هذا الخراب العالمي"، مشيرًا إلى أنها كانت "أحد أكثر النماذج فداحةً لتكلفة الهامش العالمي في زمن الرأسمالية المتهالكة". 

وسلط الضوء على آثار برامج "الإصلاح الاقتصادي" والحروب على اليمن، محذرًا من أن الحل يكمن في "الخروج من المعادلة التبعية" وبناء "مشروع وطني بديل" يعيد الاعتبار للشعب اليمني.

واختتم قطران بالقول: "لا خلاص لليمن إلا بالخروج من المعادلة التبعية... ما لم يُعد بناء اليمن من الداخل... فكل الحلول ستكون تأجيلاً للكارثة... اليمن لا يحتاج إلى وصاية جديدة، بل إلى ثورة جديدة تعيد تعريف الوطن لا كمزرعة لزناة الأرض، بل كبيت للكرامة الشعبية."