انتهاء للحج لليمنيين
اعلنت وزارة الاوقاف والارشاد، اكتمال عملية تفويج الحجاج اليمنيين البالغ عددهم ٢٤ الفاً و٢٥٥ حاجاً وح...
للمرة الأولى منذ سنوات، بدأ عبور المركبات طريق الضالع، الذي يربط صنعاء بمدينة عدن جنوبي اليمن، في إطار توافق بين طرفي النزاع على فتح الممرات، سرّعه العدوان الإسرائيلي على مطار العاصمة والموانئ البحرية.
وجاءت عملية التوافق هذه بين الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي الشريك الرئيسي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لفتح ممرات حيوية مغلقة منذ نحو 10 سنوات. ويرى مراقبون وناشطون وخبراء اقتصاد أن فتح طريق الضالع الحيوي، خطوة مهمة لتخفيف معاناة المدنيين، حيث يساهم فتح الطريق في تسهيل عملية التنقل للسفر عبر مطار عدن بشكل كبير، بعد توقف مطار صنعاء وخروجه عن الخدمة، وكذلك تسهيل حركة النقل التجاري للبضائع، في حال كان هناك أي توجه أو حدث طارئ يدفع باتجاه تحويل الحركة الملاحية والشحن التجاري من ميناء الحديدة إلى ميناء عدن، رغم رفض الحوثيين بشكل قاطع تحويل الحركة الملاحية من ميناء الحديدة.
ولم تؤثر أي أحداث في اليمن، واضطراب الأوضاع في البحر الأحمر، على حركة الشحن التجاري عبر ميناء الحديدة طوال الفترة الماضية. وبالرغم من القصف الذي تعرّض له الميناء من قبل العدوان الإسرائيلي والأميركي، إلا أن هناك جهوداً كبيرة تبذل لترميم وإصلاح الأضرار وإعادة تشغيل خطوط الملاحة واستقبال السفن المحملة بالوقود والبضائع التي تشرف الأمم المتحدة على عمليات وإجراءات استيرادها.
يقول الناشط الاجتماعي رأفت العواضي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن فتح طريق الضالع الاستراتيجي الرابط بين صنعاء وعدن اختراق مهم لأزمة الصراع المعقدة في الدولة، وخطوة جاءت في وقتها، حيث سارت بطريقة عكست توحد اليمنيين في مواجهة تبعات توقف الحركة الملاحية في مطار صنعاء، والصدمة التي أحدثتها بعد إغلاق النافذة الوحيدة التي تربط كتلة سكانية كبيرة في اليمن بالعالم.
ويرى العواضي أن فتح الممرات الرئيسية سيخفف كثيراً من معاناة اليمنيين في التنقل وتختصر مسافات وتكاليف شاقة وباهظة أمام المسافرين الذين سيضطرون الآن إلى التنقل من صنعاء للسفر عبر مطار عدن، مشيرا إلى أن فتح طريق الضالع خطوة يجب أن تتبعها خطوات بفتح طرق أخرى مغلقة، وتعاون جميع أطراف الصراع في التخفيف من معاناة اليمنيين، حيث وصل التردي المعيشي إلى مستويات لم يعد باستطاعة كثير من المواطنين تحمّلها.
ويختصر طريق الضالع نحو 6 ساعات من الوقت الذي كان يقطعه المسافر من صنعاء إلى عدن عبر الطرق البديلة، كطريق صنعاء تعز عبر منطقة "حيفان"، والتي كان المسافر عبر مختلف وسائل النقل يستغرق ما لا يقل عن 10 ساعات للوصول إلى عدن التي اتخذت منها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة لها. في المقابل، هناك من يخشى من أعمال استغلال مع عودة الحركة إلى هذا الطريق الذي قد يستخدمه مواطنون تعثّروا من السفر عبر مطار صنعاء لتأدية فريضة الحج ومسافرون آخرون، إذ قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أجرة التنقل وتكاليف السفر، في ظل تصاعد التحذير من ظهور سوق سوداء لبيع التذاكر، إضافة إلى الاستغلال والإتاوات في النقاط المنتشرة على طوال هذا الطريق.
يؤكد المواطن منصور قايد، من سكان منطقة دمت التابعة لمحافظة الضالع جنوب صنعاء، لـ"العربي الجديد"، أهمية فتح هذا الطريق الحيوي الذي سيخفف بشكل كبير من معاناة المواطنين، حيث ساهمت قطعة باتجاه مدينة مريس في الجانب الآخر من الضالع في تردي معيشة السكان وتوقف الحركة التجارية في هذه المنطقة والمناطق المجاورة بشكل كبير. كما يقول المواطن حمزة قاسم، من سكان صنعاء لـ"العربي الجديد"، إن فتح طريق الضالع جاء في الوقت المناسب لأنه مضطر للسفر خلال الأسبوع القادم، حيث كان قد قام بقطع تذكرة للسفر عبر مطار صنعاء، لكنه الآن لم يعد باستطاعة المسافرين السفر عبره، وسيضطرون للتنقل إلى عدن للسفر من هناك.
ويستعد سائقو مركبات وسيارات الأجرة لاستخدام هذا الطريق في نقل المواطنين الذين سيضطرون للتنقل إلى عدن للسفر بسبب توقف مطار صنعاء عن تسيير الرحلات التي كانت مقتصرة على وجهة واحدة، إلى العاصمة الأردنية عمّان، فيما كانت نسبة كبيرة من المسافرين مرضى وطلابا مبتعثين، إلى جانب المغادرون إلى المملكة العربية السعودية لتأدية فريضة الحج خلال الفترة الماضية.
بدوره، يشير المحلل الاقتصادي صادق علي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أهمية توحد اليمنيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والذي يركز على تدمير المنشآت المدنية والاقتصادية التي تخدم المواطنين، ويهدد بفرض حصار لتجويع اليمنيين، لافتاً إلى الدور الذي بالإمكان أن تلعبه مثل هذه الخطوات في فتح الطرق وإرسال رسالة واضحة أن اليمنيين سيواجهون متحدين حصار العدوان، الأمر الذي يقتضي فتح طرق حيوية أخرى مثل طريق "عقبة ثره" الحيوي الرابط بين محافظتي أبين والبيضاء، وطريق تعز عدن عبر كرش الراهدة إلى طور الباحة في لحج.
وتتصاعد المطالب الشعبية والمجتمعية في اليمن بفتح الطرقات العامة، ففتح الطرقات سيسهم في سهولة التنقل بين المدن، وسيكون له أثر إيجابي على حركة النقل التجاري بين المحافظات، يضاف إلى التداعيات الإيجابية التي ستنعكس على حياة الناس الذين يعيشون في المناطق القريبة من مناطق التماس. وذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن هناك تحركات وجهودا كبيرة قد تُكلل بالنجاح في الأيام القليلة القادمة، لفتح طريق "عقبة ثرة" الذي سيفيد مئات الآلاف من المغتربين القادمين من السعودية أو المغادرين الأراضي اليمنية عبر منفذ الوديعة في محافظة حضرموت شرقي اليمن.