القاضي عبدالوهاب قطران يصل عدن لاول مرة عقب اطلاق سراحه في صنعاء

كريتر سكاي/خاص:

نشر القاضي عبدالوهاب قطران صورا له تظهر وصوله الى عدن صباح اليوم.
وكتب عبدالوهاب قطران تفاصيل زيارته الى عدن جاء فيه:
ماعيد الا في عدن :

عـــدن... ومِـــدادُ الشَّـــوقِ العَـــائدِ مِـــن صَنعـاء:

عبدالوهاب_قطران

ما أجمل أن تعود الروح إلى مواطن البهجة الأولى، بعد طول اغتراب وتيهٍ في متاهات الجفاف والقسوة!
بعد نقطاعٍ دامَ خمس عشرة سنة، قادنا الحنينُ والفرصةُ إلى عدن — عروس البحر، وثغر اليمن الباسم.

في فجر يوم عرفة، امس الاول شددنا الرحال من صنعاء، نخترق الطريق القديم — صنعاء، الضالع، عدن — كأننا نعبر من الهمّ إلى الحلم، ومن الرماد إلى الضوء.
كنتُ وأسرتي، نحمل قلوبنا كأنها زهور عطشى تبحث عن مطر الذاكرة.

انطلقنا عدن لقضاء اجازة عيد الاضحى بعدن ،وسنعود بعدها الى صنعاء..

منذ أول نقطة في مريس، توهجت الوجوه بالترحاب، وتعانقت الأرواح قبل أن تتصافح الأيدي.

أهلنا في عدن... ما أكرمهم، وما أصفى قلوبهم!
استقبلونا بالورود، بالكلمات الطيبات، بالحب الذي لا يُزيفه الإعلام، ولا تلوثه السياسة.

ما إن عرفوا أننا قادمون من صنعاء، حتى فاضت وجوههم بالبشرى، وكأنهم يستقبلون بعضًا من قلوبهم الغائبة.
شاب من الضالع، عندما سمع لهجتنا الصنعانية في سوق القات عصر اليوم ،  قال لنا بلهفة الطفل أمام دفء الأم:

"أنا فِدى هذه اللهجة، سمعتها ورجعت لي روحي."

يا لها من عبارة، تنضح بالمحبة وتبكي الذاكرة!

هنا في عدن، رغم المعاناة، ورغم الضيق الاقتصادي ، يفرح الناس بقدوم أبناء وطنهم من الشمال.
يحتفون بك لأنك يمني، لا لأنك من هذه الجهة أو تلك.
ينقشون على وجوههم ابتسامة رغم كل شيء...

ويفرشون لك المودة كما يفرش البحر موجه للشمس وقت الغروب.

وهنا، عند شواطئ عدن،
في أول أيام التشريق،
عند لحظة المغيب،
سكنت الشمسُ البحرَ،
وسكنت أرواحُنا الطمأنينة.

عيد مبارك لكم جميعًا،
وكل عام وأنتم بخير،
عادكم الله من السالمين الغانمين،
ونسأل الله أن يُعيد هذا العيد على اليمن بالخير، والوحدة، والبركة،
وأن تُشرق على هذا الوطن شمسُ الأمن بعد طول ظلام.

تنويه للقراء:

هذه الرحلة لم تكن مجرد انتقال جغرافي من صنعاء إلى عدن، بل كانت رحلة إلى قلب اليمن الكبير — يمن المحبة والكرامة، يمن لا يعرف التقسيم، ولا يرضى بالفرقة.
إن ما لمسناه من أهلنا في الجنوب، من حفاوةٍ ونُبل، يثبت أن جراح الوطن يمكن أن تلتئم حين يلتقي أبناؤه على طُهر القلوب وصفاء النية.

في عدن، وجدتُ ما يؤكد لي أن هذا الشعب، رغم الفقر والحروب والانكسار، لا يزال يحمل بذور النهوض، وحلم اللقاء، وجمال التعايش.

🔸 لكل يمني، شماليًا كان أو جنوبيًا:
الوطن لنا جميعًا،
وعدن ليست مدينةً لجهة، بل ضوءٌ في قلب كل يمني.

#عدن
#العيد_في_عدن
#يمن_واحد
#سلام_على_اليمن