حديث جديد بشأن علاقة امريكا في تحسن قيمة الريال اليمني

كريتر سكاي: خاص

 


 


تحدث الصحفي اليمني ورئيس مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام "سيف الحاضري" عن علاقة امريكا في تحسن قيمة الريال اليمني

 

وقال الحاضري في منشور عبر حائط صفحته الرسمية بموقع فيسبوك:

‏إنجاز العملة بين الضغوط الخارجية والعجز الداخلي: لحظة الفرح التي قد تتحول إلى فاجعة !!

التحسّن في قيمة الريال اليمني يُعدّ إنجازًا يُحسب للحكومة والبنك المركزي، لكن الوقائع والمعطيات تشير بوضوح إلى أن العامل الخارجي كان حاضرًا وبقوة في تحقيق هذا الإنجاز.

ومع الجزم بوجود تدخل أمريكي مباشر لعب دورًا حاسمًا لصالح الموقف الحكومي، إلا أن هذا التحرك لم يكن ليتم لولا وجود جهة محلية استطاعت أن تقدم صورة دقيقة لمخاطر الانهيار الاقتصادي، الذي كان من المؤكد أنه سيخدم النفوذ الإيراني ومليشياته.

 

وتابع بالقول:
وبحسب تقديرات واقعية، فإن البنك المركزي اليمني ربما نجح في تحفيز الموقف الأمريكي، وهو ما انعكس في جملة خطوات عملية، وفقًا لمصادر حكومية:

1. تحذير مباشر لأربعة بنوك كبرى تعمل في مناطق الشرعية من إدراجها في قائمة العقوبات.

2. تحذير أمريكي لشركات صرافة محددة، مع تسمية الأطراف التي تقف وراءها، واتهامها بالمضاربة بالعملة لصالح المليشيات.

3. تأجيل قرار وزارة الخزانة الأمريكية بإدراج بنوك وشركات صرافة في قائمة العقوبات لمدة 45 يومًا، لإعطائها فرصة لتصحيح أوضاعها والالتزام بقرارات البنك المركزي.

4. طرح خيار إدراج مسؤولي مؤسسات إيرادية بارزة في قائمة العقوبات إذا لم تلتزم بتوريد إيراداتها للبنك المركزي.

 

مضيفاً في منشوره قائلاً:
إن ما جرى كان نتيجة مخاوف دولية من انهيار اقتصادي شامل في اليمن، وهو انهيار كان سيمنح إيران فرصة لتوسيع نفوذها وتعزيز انتشار مليشياتها جغرافيًا.

لكن هذا يكشف في المقابل أن القيادات اليمنية — حتى اللحظة — ما تزال تتحرك في الإطار الإداري البحت، ولم تتحمل المسؤولية الوطنية بما يفرضه الموقف لولا الضغوط الخارجية. فالتهديد الوجودي الذي يواجه اليمن، اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، يفرض على القيادات تبني سياسات تقشف جادة، وتحمل المسؤولية الكاملة، ووضع أرواحهم على أكفهم لحماية البلاد، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

ورغم أن الإنجاز في مسار تحسين سعر العملة يُعد انتصارًا للشعب، فإن الإجراءات المتخذة حتى اللحظة تظل في الإطار الإداري فقط. والتحرك التصحيحي الجاد من جانب الحكومة هو وحده القادر على تعزيز هذا الإنجاز وضمان استمراره، شريطة أن يرافقه الإسراع في توريد جميع إيرادات الدولة إلى البنك المركزي دون استثناء.


الصحفي الحاضري تابع بالقول في منشوره:
نحن اليوم أمام لحظة مزدوجة بين الانبهار والصدمة، يرافقها قلق حقيقي من أن تتسلل مشاورات الخيانة والغدر التي تجري في الخفاء لتحويل الفرح إلى صدمة، والانبهار إلى فاجعة. ولهذا، فإن هذا المسار الاقتصادي يجب أن يُصان من أي انحراف قد يستهدف في جوهره شرعنة الاحتلال الإيراني، وهو ما لن يُسمح بتمريره — مهما كان الثمن.
اليوم، كل من يظن أن تحسين سعر العملة هو نهاية المعركة، فهو يقرأ المشهد بعين عمياء. نحن أمام معركة أعمق، معركة على السيادة وعلى القرار الوطني، لا تقل خطورة عن معارك الجبهات العسكرية. فالمكاسب الاقتصادية إذا لم تُحصَّن بالقرارات الوطنية الجريئة، ستذوب سريعًا تحت أقدام المؤامرات.


واختتم بالقول:
إن الحفاظ على هذا الإنجاز يتطلب من الحكومة أن تتعامل مع الملف وكأنها على خط النار؛ أن تتحرك بسرعة، وتغلق أبواب الفساد، وتكسر أذرع العبث، وتستعيد كل ريال إلى خزينة الدولة. وإلا فإننا سنجد أنفسنا بعد أسابيع أو أشهر أمام مشهد معاكس: انهيار العملة، وارتفاع الأسعار، وعودة الفوضى الاقتصادية، فيما الخصوم السياسيون والاقتصاديون يصفقون من بعيد.
إنها لحظة لا تحتمل التردد. إما أن نغتنمها كفرصة تاريخية لإعادة بناء الثقة بين الشعب والدولة، أو نتركها تضيع، فنكون قد خسرنا معركة لم تُطلق فيها رصاصة، لكنها لا تقل فتكًا من أي حرب عسكرية.