عاجل:تفاصيل جديدة لاغتيال افتهان المشهري في تعز
قُتلت صباح اليوم، إفـتهان المشهري، مديرة عام صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، برصاص مسلحين في جول...
كل نفسٍ ذائقة الموت.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحلت يا أديب دون وداع. كيف تغادرني ولم تأخذني معك؟ وكيف لي أن أبقى وحيدًا من دونك؟ كنت الابن والأخ والصديق والرفيق في ساحات النضال ومتارس القتال. لم أعرف صادقًا مثلك، ولا كريمًا مثلك، ولا شجاعًا مثلك. كنت طيب النفس، وفيًا، شهمًا ومحسنًا.
لن أفقدك وحدي؛ ستفتقدك أسر الشهداء والجرحى والأرامل والأيتام والمساكين وكل أصحاب الحاجة. كنت متصالحًا مع نفسك ومع أهلك ومع كل من يحبك ويبغضك. جدت بمالك ونفسك في سبيل عزة وكرامة شعبك. ومن ينكر ذلك جاحد؛ فقد أنكر للأسف كثيرون تضحياتك وتعدّوا حدّ قتلك.
غادرتنا في وقت نحتاجك فيه، ونحتاج لصوتك ودعوتك التي راج صداها في كل سهل ووادي — دعوة للوفاق والحب والتصالح والتسامح. ناديت بها ليلاً ونهارًا، تمنّيت أن تجد من يصغي ويستمع. بعد تحرير عدن شمرتَ عن ساعديك لإعادة إعمارها، وساهمت في ترشيح وجوهٍ شغلت مراكز اليوم في مفاصل السلطة المدنية والعسكرية، ومع ذلك لم تطلب منصبًا، ولم تبسط على أرضٍ، ولم تنهب مالًا عامًا. غادرت نظيف اليد، وذكراك خالدة في قلوب كل من عرفك وعايش فضائلك.
أما أنا فستبقى في قلبي ما حييت؛ غرستَ بداخلي حبًا بصدقك وكرمك وسخائك. وداعًا يا أديب — الكلمات تعجز أن تجمع كل أعمالك الإنسانية ونضالك في الحراك السلمي الجنوبي وبطولاتك في المقاومة الجنوبية، لكن التاريخ لن ينساك وسيخلّدك كأحد أبناء الوطن الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل نصرته وعزته وكرامته.
نم قرير العين، فقد سكنت قلوب الملايين من شعبك الذين عرفوك في ساحات النضال: في عدن ولحج والضالع وردفان ويافع وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة. من يقدّر نضالاتك يبكيك الآن.
خالص العزاء لوالدتك الحبيبة، ولولدك محمد، ولزوجتك، ولإخوتك وأعمامك جميعًا. ليتني قد قبلت جبينك قبل أن تغادرنا. غفر الله لك وأسكنك فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
عبدالكريم قاسم