الرئيس علي ناصر محمد يشارك بكلمة في ندوة "لا لتقسيم السودان" بالقاهرة

كريتر سكاي/خاص:

شارك فخامة الرئيس علي ناصر محمد رئيس المجموعة السلام العربي -العربي  بكلمة في ندوة "لا لتقسيم السودان" التي نظمها اتحاد الكتّاب والأدباء العرب بالقاهرة مساء الاثنين الموافق 3 نوفمبر 2025، برعاية الدكتور علاء عبد الهادي، رئيس الاتحاد والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب، وبالتنسيق مع لجنة الحريات برئاسة الشاعر مصباح المهدي.

وألقت كلمة الرئيس السيدة فائقة السيد باعلوي، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام وعضو مجموعة السلام العربي، نيابةً عنه، مؤكدة موقف فخامته الداعم لوحدة السودان أرضا  وشعبا  ورفضه لأي محاولات لتقسيمه.

وشارك في الندوة كلٌّ من الدكتورة مريم الصادق المهدي، واللواء طارق المهدي، والأستاذة أسماء الحسيني، إلى جانب نخبة من الشخصيات الفكرية والسياسية العربية.

وجاء في كلمة الرئيس علي ناصر محمد:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أيها الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نتابع بقلقٍ بالغٍ وألمٍ شديد ما يجري في السودان الشقيق من حرب عبثية مدمّرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهي امتدادٌ لسلسلة الحروب والصراعات التي عاشها السودان منذ عقود، بدءا من الحرب بين الشمال والجنوب التي استمرت أكثر من عشرين عاما، وانتهت بـ اتفاق ماشاكوس في الثامن عشر من يونيو عام 2002 في كينيا، بعد حربٍ أليمةٍ خلّفت أكثر من مليوني قتيل، وهجّرت الملايين من أبناء السودان، وأدّت في نهاية المطاف إلى انفصال جنوب السودان عن شماله.

واليوم، وللأسف الشديد، تنتقل الحرب بين أبناء الشمال أنفسهم، في واحدةٍ من أسوأ وأخطر المآسي التي مرّ بها السودان في تاريخه الحديث. وقد كانت آخر فصول هذه المأساة مجزرة الفاشر التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في أواخر أكتوبر المنصرم، لتضيف صفحةً جديدةً من الألم والمعاناة في سجلّ الشعب السوداني الصابر.

إن هذه الحرب العبثية، التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل عام 2023 بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع – والمدفوعة ببعض الأطراف الخارجية – لا يستفيد منها سوى تجّار الموت والحروب، فيما يدفع الشعب السوداني ثمنها الباهظ من دمه وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية.

لقد تركت هذه الحرب جرحا عميقًا في جسد الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي، وشرّدت الملايين من أبناء السودان إلى أصقاع الأرض. وقد كانت مصر العروبة – كعادتها – في مقدمة الدول التي فتحت أرضها وقلبها للأشقاء السودانيين، كما فعلت مع إخوانهم من فلسطين والعراق واليمن وليبيا وسوريا، وغيرها من الدول التي عصفت بها الصراعات. فمصر كانت وما زالت الملاذ الآمن لكل عربي، ودرع العروبة الحامي لقضاياها العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

ومن هذا المنبر، نناشد جميع أطراف الصراع في السودان أن يوقفوا الحرب فورا، وأن يحتكموا إلى لغة العقل والحوار، حفاظًا على وحدة السودان وأمنه واستقراره. كما نهيب بـ الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني في السودان أن يتجاوزوا خلافاتهم، ويقفوا صفًا واحدًا في مواجهة هذه الحرب المدمّرة، انحيازا لمصلحة الوطن والشعب، بعيدًا عن المصالح الضيقة أو الأجندات الخارجية.

ونطالب جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي بالتحرك العاجل لوقف الحرب، ودعم عقد مؤتمر وطني شامل في الخرطوم، برعاية عربية وأممية، يهدف إلى:

وقف فوري لإطلاق النار،

تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة تشرف على تنظيم انتخابات حرّة ونزيهة، تنبثق عنها انتخابات برلمانية ورئاسية.


أيها الإخوة والأخوات،

إن ما يجري في السودان اليوم قد جرى قبل ذلك في الصومال والعراق واليمن وسوريا وليبيا ولبنان، وهو لا يخدم إلا أعداء الأمة العربية والإسلامية، ويصبّ في مصلحة الكيان الصهيوني التوسّعي الغاصب، الساعي إلى تفكيك دولنا وتمزيق نسيجنا العربي والإسلامي.

إن منطقتنا العربية تدفع عبر التاريخ ثمن موقعها الاستراتيجي المسيطر على الممرات العالمية، وثروتها الطبيعية الهائلة، ومقدساتها.

وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نُشيد بموقف جمهورية مصر العربية المشرف، بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في دعم القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
لقد رفضت مصر بكل وضوح التهجير القسري لأبناء غزة والشعب الفلسطيني، ووقفت بحزم ضد المشروع الصهيوني التوسعي الذي يستهدف الأرض والإنسان والهوية العربية. وقد تُوّج هذا الموقف القومي الصلب في قمة شرم الشيخ، التي كان لها الدور الحاسم في وقف حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وتثبيت الموقف العربي الداعي إلى العدالة والسلام، ورفض سياسة فرض الأمر الواقع.

إننا نؤمن بأن مصر كانت وستبقى قلب العروبة النابض، وحصنها المنيع، وجسرها نحو السلام العادل والشامل، وأن أمتنا العربية – بوحدتها وتضامنها – قادرة على تجاوز المحن، وبناء مستقبلٍ يليق بشعوبها وتاريخها المجيد.

والله وليّ التوفيق.