نجل البيض يعلق لاول مرة: إيران بحاجة إلى حكمة هذه الدول

دعا السياسي هاني علي سالم البيض، ان إيران والدول المضطربة إلى التركيز على حل أزماتها الداخلية بدلاً من تصدير الصراعات عبر الحدود. 

واستعرض البيض تجارب الدول المهزومة في الحرب العالمية الثانية، مثل ألمانيا واليابان، اللتين تحوّلتا إلى قوى اقتصادية عالمية عبر إعادة البناء والتنمية المستدامة بدلاً من السعي للانتقام أو التوسع العسكري.

وأشار إلى أن اليابان، رغم تعرضها لقنابل نووية في هيروشيما وناغازاكي، اختارت تعزيز اقتصادها لتصبح رائدة عالميًا في الجودة والتنافسية، بينما أصبحت ألمانيا، التي احتلت أوروبا يومًا، قوة صناعية ديمقراطية بفضل خطط إعمار مثل خطة مارشال. وتساءل البيض: "لماذا لم تفكر اليابان في الانتقام؟"، مؤكدًا أنها اختارت مسارًا بنّاءً أثبت فعاليته.

وفي سياق إيران، اقترح البيض سيناريو بديل كان يمكن أن يضعها كقوة إقليمية رائدة لو تفاوضت بحكمة خلال ذروة قوتها التفاوضية حول برنامجها النووي. وأوضح أن تسوية تتضمن رفع العقوبات، الإفراج عن الأصول المالية، والاندماج في الأسواق العالمية مقابل التخلي عن الطموحات النووية العسكرية كانت ستجعل إيران مركزًا للتصنيع والتجارة في المنطقة.

ووجّه البيض رسالة مباشرة لإيران، داعيًا إياها إلى التوقف عن "تصدير الثورة" والتدخل في شؤون الدول، والتركيز على استقرارها الداخلي ورفاهية شعبها. وأكد أن "القوة الحقيقية تُبنى من الداخل"، وأن الدول التي تدّعي الدفاع عن المستضعفين يجب أن تُنصف شعوبها أولاً.

 وختم بالقول: "من أراد الأمن لجيرانه، فليزرعه أولاً في بيته، فالشعوب أولى بالرعاية من المشاريع العابرة للحدود."