الرياض وعمق القرار: السند الصادق لاستعادة الدولة اليمنية.

كريتر سكاي:اللواء الركن / محمد العجابي قائد اللواء الثالث عاصفة

 

 

لم يعد هناك متّسعٌ للضباب، ولا شرعية لمن خانوا الشرعية، وانقلبوا عليها، وباعوا شرفهم، ولا غطاء لأي محاولة لحرف بوصلة المعركة أو القفز على المرجعيات الوطنية المتوافق عليها.
فاليمن اليوم لا يخوض معارك متفرقة، بل معركة وجود واحدة؛ معركة استعادة الدولة، وحماية الجمهورية، وصون وحدة الأرض والقرار، بعيدًا عن كل رايةٍ ضيّقة، أو مشروعٍ فئوي، أو حساباتٍ انتهازية عابرة.

هذا زمن الحسم لا المساومة، وزمن العقل لا الشعارات، وزمن الدولة لا المليشيات.
زمنٌ تتقدّم فيه الأصوات التي تعلو فوق الضجيج، وتحكمها الحكمة، ويقودها الرشد، وتضع أمن اليمن واستقراره ووحدته فوق كل اعتبار، حتى اجتثاث إرهاب المليشيا الحوثية الإرهابية من جذوره، وإغلاق صفحة الفوضى إلى غير رجعة، واستعادة العاصمة صنعاء وكل مؤسسات الدولة.

وفي قلب هذه المعركة المصيرية، لم تكن المملكة العربية السعودية يومًا شاهدًا من بعيد، بل كانت – ولا تزال – ركيزة التوازن، وعمق القرار، وسند الدولة اليمنية في أحلك المنعطفات والظروف.

تقف بثبات الدولة العظمى، وبمسؤولية الأخ الأكبر الوفي والصادق، إلى جانب اليمن قيادةً وشعبًا، وتؤكد اليوم، بالفعل لا بالبيان، وقوفها الصريح إلى جانب مجلس القيادة الرئاسي، بقيادة فخامة الرئيس رشاد محمد العليمي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في معركة استعادة الدولة وبناء الاستقرار.

وانطلاقًا من هذا الموقف الواضح، فإن صون الشرعية لا يكتمل إلا بإجراءات حازمة لا لبس فيها، تبدأ بإقالة ومحاسبة كل من أيّد الانقلاب أو تواطأ معه أو وفّر له غطاءً سياسيًا أو إداريًا، من وزراء أو محافظين أو غيرهم، وإحالتهم إلى النيابة العامة لينالوا جزاءهم العادل وفقًا للقانون؛ فالدولة لا تُبنى بالمجاملة، ولا تُستعاد بالتغاضي، ولا تُصان بوجود من خانها في مفاصلها.

واليمن، بكل جغرافيته وتاريخه وشعبه، سيبقى واحدًا موحّدًا، لا يُختصر، ولا يُجزّأ، ولا يُدار بالوكالة.
فما دامت المملكة العربية السعودية العظمى حاضرة بثقلها، ثابتة بموقفها، صادقة في التزامها، فإن مشروع الدولة سينتصر، وستسقط كل مشاريع المليشيات، وسيبقى اليمن جمهوريًا، عربيًا، موحّدًاً.